عمّان – وفّرت ورشة عمل أطلقتها جامعة الشرق الأوسط بعنوان "دور المرأة في تحقيق السلم والأمن المجتمعي”، بالتعاون مع مركز السلم المجتمعيّ والأمن الوقائيّ في مديرية الأمن العام، فرصة بناء مسارات قيّمة تهدف إلى تعزيز دور المرأة في مواجهة الفكر المتطرف وتثبيت دعائم السلم المجتمعي.
الورشة جاءت لتواكب التحديات المتزايدة التي تشهدها المجتمعات المعاصرة في ظل تنامي الظواهر السلبية، ما يفرض ضرورة تفعيل دور المرأة كمحور أساسي في بناء مجتمع متماسك وقادر على التصدي لمخاطر التطرف والعنف.
وركزت الورشة على توعية المرأة بمخاطر الفكر المتطرف، مسلطة الضوء على دورها الحاسم في مواجهة هذه الأفكار الهدامة، وذلك من خلال عدة جلسات نقاشية تناولت أبعادًا متعددة لهذه القضية.
وفي هذا الصدد، أكدت رئيسة الجامعة الأستاذة الدكتورة سلام المحادين، بحضور مدير مركز الاستشارات والتدريب واللغات الأستاذ الدكتور أنيس المنصور، ومساعد رئيسة الجامعة الدكتور سليم شريف، وأعضاء هيئة تدريسية، الدور المحوري والحاسم الذي تلعبه المرأة في بناء المجتمع، فهي الركيزة الأساسية في تكوين الأسرة، التي تعد الخلية الأولى في نسيج المجتمع، ومن خلال دورها كأم، تساهم في تربية الأجيال على القيم الأخلاقية، وتعليمهم مبادئ المواطنة الصالحة، مما ينعكس إيجابًا على استقرار المجتمع وتماسكه.
وأضافت خلال كلمةٍ لها في الورشة التي أدارتها عضو هيئة التدريس في كلية الآداب والعلوم التربوية الدكتورة جمانة السالم، أن المرأة، ومن خلال انخراطها في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، تسهم في دفع عجلة التنمية والإصلاح، وتطوير بنية المجتمع على كافة المستويات، وفي ظل التحديات المعاصرة، أصبح دورها في مواجهة التطرف ونشر الوعي المجتمعي أكثر أهمية من أي وقت مضى، إذ تؤدي دورًا فاعلًا في ترسيخ قيم الحوار والتسامح، والمساهمة في صنع قرارات مجتمعية تعزز من استدامة الأمن والسلم الاجتماعي.
بدوره، أعرب مدير مركز السلم المجتمعيّ المقدم عمر الخلايلة عن تقديره العميق للتعاون الاستراتيجي الذي يجمع بين مديرية الأمن العام والجامعة، مشيرًا إلى أن تنظيم مثل هذه الفعاليات يعكس التزامًا حقيقيًا نحو تعزيز الوعي المجتمعي بدور المرأة الوطنيّ، المهم، والحيوي.
وأكد الخلايلة أن المرأة، ومن خلال موقعها الفاعل داخل الأسرة وفي محيطها الاجتماعي، تساهم في بناء جدار فكري وثقافي يحمي المجتمع من الانزلاق نحو التطرف والانحراف عن المسار الصحيح، مضيفًا أن المجتمع الذي يتمتع بفكر نير ومستقر هو الذي يتمكن من مواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة والمتزايدة، لذلك، فإن نشر الوعي السليم والتمسك بالقيم الوطنية والثوابت المجتمعية، التي تلعب المرأة دورًا مركزيًا في ترسيخها، يعزز من قدرة المجتمع على الصمود أمام مختلف التحديات الأمنية والتهديدات المحتملة.
من جانبه، قال عميد شؤون الطلبة الدكتور حازم النسور، إن أهمية السلم المجتمعي تكمن في أنه ركيزة أساسية وضرورية لبناء مجتمع يسوده الأمن والاستقرار، فتحقيق السلم المجتمعي هو الأساس الذي يُبنى عليه تقدم الأمم وازدهارها في شتى المجالات، إذ لا يمكن لأي قطاع أن يزدهر في ظل غياب الأمن المجتمعي الذي يُعد المدخل الحقيقي للتنمية المستدامة والرفاهية الاقتصادية والاجتماعية، مع التركيز على دور المرأة الأردنية كعنصر محوري في صياغة نسيج مجتمع قيّم ومتماسك، فهي كانت قد أثبتت عبر التاريخ قدرتها على تحمل المسؤوليات الجسام في شتى الميادين، حيث برزت في مجالات التعليم والصحة والاقتصاد والسياسة، ما جعلها دعامة أساسية لتحقيق الاستقرار المجتمعي.
هذا وناقشت جلسات الورشة التي تعقد على مدار 3 أيام الاستراتيجيات المتبعة في مركز السلم المجتمعي، بالإضافة إلى التحديات الواقعية التي يفرضها الفكر المتطرف على المجتمعات، ودور المؤسسات الأكاديمية، ووسائل الإعلام، والأسرة في ترسيخ قيم السلم المجتمعي.
كما بحثت الورشة موضوعات حساسة مثل التجنيد الإلكتروني، والتجنيد النسائي، وخطر الألعاب الإلكترونية على الشباب، مع التركيز على أثر خطاب الكراهية والشائعات في تهديد السلم المجتمعي، وهو ما يبرز أهمية التصدي لهذه التحديات من خلال توحيد الجهود الوطنية وتعزيز الوعي المجتمعي.